سأقول لكم سرا وأرجو أن تضعوه في بئر لا قرار لها؛ فقد تولدت لدي عقدة نفسية من شيء اسمه (تأهيل العاطلين)، وأفكر جديا في مراجعة عيادة الدكتور طارق الحبيب كي يعالجني من هذه العقدة بعد أن ثبت لي بالدليل القاطع أنه في كل مرة يعلن فيها عن خطة لسعودة الوظائف في أحد المجالات تظهر فجأة لعبة (التأهيل)، حيث يتم الإعلان عن دورات تدريبية يكون الهدف الأساسي منها إلقاء اللوم على العاطلين وبالتالي تأجيل تنفيذ خطة السعودة المقررة لعشر سنوات مقبلة!.
وبالأمس نشرت صحيفة الحياة خبرا حول طرح المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني برامج تأهيلية وتطويرية للموظفات الراغبات في العمل في محال بيع (المستلزمات النسائية) !! .. أرجوكم حاولوا أن تشرحوا لي ما هي مواد هذه الدورة مادامت مهمة البائعة السعودية لا تتجاوز بيع قطعة ملابس داخلية للزبونة التي أمامها؟، ولماذا لم يتم (تأهيل) آلاف الباعة من الوافدين في بيع (مستلزمات اللي بالي بالك) للنساء طوال السنوات الماضية؟!.
لقد أكد مصدر مطلع في مؤسسة التعليم الفني للحياة، أن إدارة التدريب الأهلي (أكملت جاهزيتها لإطلاق البرامج المزمع تقديمها وحددت مسميات الدورات التي طرحتها للمعاهد الأهلية وفصلت آلية التدريب ومدته وتوزيع الدرجات المخصصة لاجتياز الدورة، مبينا أن نسبة الاجتياز للدورة يجب أن تكون 60 في المئة فما فوق)!، يا ساتر .. لقد شعرت بعد كل هذا الكلام الكبير أن قطع الملابس الداخلية التي سوف ترتديها النساء سوف تكون معالجة بتقنية النانو!.
على أية حال قد تكون هناك مهارات لا نعلمها في هذا الموضوع (الداخلي جدا جدا)، حيث تحتاج البائعة بعض اللياقة حين تتحدث مع زبونة بدينة فتقول لها: (أنتي غزال متعشي فيل)!، أو تجامل زبونة نحيفة جدا فتقول لها: (عصاقيلك الحلوة ما فيه مقاس لها إلا في قسم الأطفال)!.
هذا بالإضافة إلى محاولة تعويض اللغة السحرية التي يستخدمها الباعة الحاليون مع النساء مثل عبارة: (هيدي القطعه بالزات بتلبق لك) ! .. بل إنني أطالب بابتعاث المتدربات إلى بيروت كي يتعلمن النطق الصحيح لهذه العبارة خصوصا أن بعضهن قد يخطئن في النطق فيضعن شدة فوق الباء فيقولن (تلبّق لك)!.
الإثنين 25 يوليو 2011, 10:29 pm من طرف يزيد الروقي